إلى من ينحاز العرب.. في حرب إيران وإسرائيل؟ – التقرير

عزيزى الزائر انت تتابع الان خبر إلى من ينحاز العرب.. في حرب إيران وإسرائيل؟ والان تعرف علي تفاصيل الخبر
على مدى الأسابيع القليلة الماضية، كانت منطقة الشرق الأوسط، ومازالت، تخشى إندلاع مواجهة شاملة بين إيران وإسرائيل.. بل ومنذ الحادي والثلاثين من يوليو الماضي، عندما قالت طهران إن إسرائيل هي من قتلت رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، على الأراضي الإيرانية، وتعهدت بالرد بقسوة.. إلا أن الحساب المهم، الذي قد يجعل إيران تتوقف قليلًا، هو جيرانها العرب، والجانب الذي ستتخذه هذه الدول في حالة إندلاع حرب بين إيران وإسرائيل.
كانت الخطوط العريضة للإجابة على هذا السؤال واضحة بالفعل في التاسع عشر من أبريل الماضي، عندما هاجمت إيران إسرائيل مباشرة، لأول مرة في تاريخها، بإطلاق أكثر من ثلاثمائة صاروخ وطائرة بدون طيار، ردًا على هجوم إسرائيلي في الأول من أبريل على مبنى قنصليتها في دمشق، والذي اعتُبر مُقدسًا ـ عند طهران ـ نظرًا لوضعه الدبلوماسي، ولكنه كان يضم أيضًا مسئولين رفيعي المستوى من فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإسلامي، الذين شاركوا في تنسيق محور المقاومة في المنطقة.. في تلك الهجمات، انضم إلى إيران الحوثيون في اليمن، وحزب الله في لبنان، والميليشيات الشيعية العراقية، بينما تلقت بعض الدعم من الجيش السوري.. وعلى الجانب الآخر، لم يساعد دفاع إسرائيل حلفاؤها الغربيون فقط ـ الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا ـ ولكن أيضًا جارتها العربية الأردن، حيث ورد أن المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة تقاسمتا المعلومات الاستخباراتية حول الهجمات.. باختصار، احتاجت إيران إلى الاعتماد في الغالب على الجهات الفاعلة غير الحكومية، في حين ساعدت بعض الدول الكبرى في الشرق الأوسط إسرائيل.
لكن دعم الدول العربية لإسرائيل لم يكن مباشرًا.. فبعد أشهر من هجومها الوحشي على قطاع غزة، والذي أسفر عن مقتل عشرات الآلاف من الفلسطينيين، أصبح هناك الكثير من الغضب تجاه إسرائيل في الشارع العربي وفي العواصم العربية.. وكانت الدول العربية التي ساعدت إسرائيل في أبريل، مترددة في الإعلان عن دعمها علنًا.. ونفت المملكة العربية السعودية بعض التقارير الإسرائيلية حول تعاونها، في حين أكدت الأردن أن ذلك كان لحماية مجالها الجوي فحسب.. وكانت الإمارات العربية المتحدة أول دولة تدين الهجوم الإسرائيلي على دمشق، وهو الأمر الذي فعلته أيضًا المملكة العربية السعودية، وجميع الدول الأعضاء الأخرى في مجلس التعاون الخليجي، باستثناء البحرين، التي لا تربطها علاقات بطهران.. وباختصار، دافعت بعض الدول العربية عن إسرائيل ضد إيران، ولكن ليس من دون تحفظات.
كانت المواجهة التي اندلعت في أبريل محدودة.. فقد صدَّت إسرائيل وحلفاؤها الهجوم الإيراني (المُبهرَج)، ولم يتسبب الهجوم إلا في إصابة خطيرة واحدة، لطفل عربي إسرائيلي.. وكان رد إسرائيل اللاحق، في التاسع عشر من أبريل، هجومًا رمزيًا بسيطًا في أصفهان، موطن إحدى المنشآت النووية الإيرانية الرئيسية، والذي بدا وكأنه لم يدمر سوى نظام دفاع جوي بعيد المدى قابل للاستبدال.. وكانت يمكن للنتيجة أن تكون مختلفة تمام الاختلاف، لو اندلع صراع أكثر خطورة بين إيران وإسرائيل.
●●●
في البداية، لابد من التأكيد على أن الدول العربية أعطت الأولوية، في السنوات الأخيرة، لإنهاء الصراعات والنزاعات فيما بينها، للتركيز على إعادة الإعمار والتنمية الاقتصادية، وقد أحرزت تقدمًا ملحوظًا في هذا الاتجاه.. في عام 2020، تم إصلاح الخلاف الكبير داخل مجلس التعاون الخليجي، حيث أعادت قطر العلاقات مع الرياض والمنامة.. وهذا بدوره ساعد تركيا ـ حليفة قطر ـ على إصلاح العلاقات مع الرياض وأبو ظبي.. وخلال نفس العام، أدت اتفاقيات إبراهام إلى إعتراف أربع دول عربية ـ الإمارات العربية المتحدة والبحرين والمغرب والسودان ـ لثلاث منها الآن علاقات دبلوماسية وعسكرية مهمة مع إسرائيل.. حتى النظام السوري، تم الترحيب به مرة أخرى في جامعة الدول العربية، ويتمتع الرئيس بشار الأسد الآن بعلاقات مع الإمارات العربية المتحدة.. كما استأنفت مصر العلاقات مع تركيا، في وقت سابق من هذا العام، وهي الآن على اتصال منتظم مع إيران، على الرغم من أن البلدين لا يزالان يفتقدان إلى العلاقات الكاملة.. والأهم من ذلك، في العام الماضي، أعادت إيران والمملكة العربية السعودية العلاقات الدبلوماسية بمساعدة الصين كوسيط، منهية بذلك خلافًا كبيرًا بدأ في عام 2016، وأدى إلى خفض مستوى العلاقات مع العديد من الدول العربية في الخليج العربي.. ومنذ ذلك الحين، أعادت إيران علاقاتها مع جميع دول مجلس التعاون الخليجي، باستثناء البحرين، التي أعربت مؤخرًا عن اهتمامها بتجديد العلاقات مع طهران.
باختصار، حاولت الدول العربية تخفيف حدة التوتر فيما بينها، ومع دول أخرى في المنطقة.. وفي الأشهر القليلة الماضية، ضغطت الدول العربية أيضًا على الولايات المتحدة وإسرائيل، للتوصل إلى وقف لإطلاق النار وتجنب مواجهة أوسع نطاقًا مع إيران.. كانت هذه بوضوح، الرسالة التي أُرسلت في الرابع من أغسطس الماضي، عندما زار وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي، طهران، وهي أعلى زيارة على مستوى عالٍ منذ عشرين عامًا.. قال الصفدي، (نريد أن تعيش منطقتنا في أمن وسلام واستقرار، ونريد أن ينتهي التصعيد).. وأكد لاحقًا، (لن نكون ساحة معركة لإيران أو إسرائيل).. وأصدرت المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة ودول عربية أخرى دعوات مماثلة لخفض التصعيد.
بالإضافة إلى ذلك، يرتبط الموقف العسكري للدول العربية ارتباطًا وثيقًا بالولايات المتحدة.. وهذا مهم، لأن أي حرب بين إيران وإسرائيل ستشمل حتمًا الولايات المتحدة، التي زادت عدد قواتها في المنطقة إلى أربعين ألفًا، وقدمت التزامات أمنية صارمة لإسرائيل، إذ أرسلت مؤخرًا منظومات صواريخ (ثاد)، لدعم منظومة الدفاع الجوي الإسرائيلي، بما في ذلك، القوة العددية اللازمة من الجنود والضباط، اللازمين لتشغيل هذه المنظومات.. وتوجد قواعد أمريكية في جميع الدول الأعضاء الست في مجلس التعاون الخليجي، بالإضافة إلى العراق وسوريا والأردن وإسرائيل وتركيا وجيبوتي.. وتغطي القيادة المركزية الأمريكية العمليات الأمريكية في المنطقة، والتي شملت، منذ عام 2021، إسرائيل وكذلك الدول العربية، مما يوفر خلفية للتعاون الإسرائيلي ـ العربي.. وتربط الصفقات الدبلوماسية والتجارية أيضًا الولايات المتحدة وإسرائيل ارتباطًا وثيقًا بالعديد من جيرانها العرب، بما في ذلك، الولايات المتحدة والهند والإمارات العربية المتحدة وإسرائيل، والممر الاقتصادي الهندي ـ الشرق الأوسط ـ أوروبا، الذي يربط الهند وأوروبا عبر المملكة العربية السعودية والإمارات.
إن أي تحرك من جانب إيران أو الميليشيات المتحالفة معها، من الممكن أن يأتي بنتائج عكسية.. فبادئ ذي بدء، لا يؤيد الرأي العام في هذه البلدان ذات الأغلبية السنية ـ بما في ذلك في كل البلدان العربية، باستثناء العراق والبحرين وربما لبنان ـ إيران ذات الأغلبية الشيعية بالضرورة.. ولكن هناك عوامل أخرى تلعب دورًا في هذا السياق.. في لبنان المضطرب اقتصاديًا، يتمتع حزب الله ببعض الدعم حتى بين السكان غير الشيعة، بسبب موقفه المناهض لإسرائيل.. ويُنظر إليه على أنه يعارض هجمات إسرائيل على أراضي لبنان.. ولكن إذا كان يُنظر إلى الميليشيا على أنها تدفع البلاد إلى حرب لا تستطيع تحملها، فقد تواجه أيضًا رد فعل عنيف.. في العراق، يتمتع رئيس الوزراء، محمد السوداني، بدعم الأحزاب السياسية والميليشيات المدعومة من طهران، لكنه واصل أيضًا على الأقل بعض محاولات سلفه، مصطفى الكاظمي، لتأكيد السيادة العراقية عن طهران، وتوسيع علاقاتها مع الدول العربية الأخرى، مثل مصر والأردن والمملكة العربية السعودية.
في أبريل الماضي، بدا السوداني يشبه إلى حد كبير قادة دول مجلس التعاون الخليجي، عندما قال إن المنطقة لا تستطيع (تحمل التوتر) بين إيران وإسرائيل.. وفي الثالث عشر من أغسطس، تحدث مع وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، وأكد على (أهمية منع التصعيد).. حتى سوريا، الحليف العربي الأكثر ثباتًا مع إيران، تفكر في تعزيز روابطها مع جامعة الدول العربية والإمارات العربية المتحدة.. وهذا هو السبب وراء توقف دمشق عن الاعتراف بالحوثيين وطرد مبعوثيهم الدبلوماسيين العام الماضي.. ويُعد الحوثيون من بين أهم حلفاء إيران، ويمكنهم استخدام موقعهم الاستراتيجي لتعطيل التجارة في البحر الأحمر، واستئناف الهجمات على السعوديين.. لكنهم يحافظون أيضًا على حوار منتظم مع الرياض، وقد لا يرغبون في استئناف الحرب اليمنية ـ السعودية التي كانت خاملة في الغالب منذ عام 2022.
باختصار، في حالة اندلاع حرب أوسع نطاقًا، ستجد إيران نفسها محاطة بدول عربية تستضيف قواعد أمريكية، ولديها العديد من الأسباب لعدم الرغبة في الصراع.. ومن المرجح أن تكون عواقب مثل هذه الحرب كارثية لجميع الأطراف المعنية.. ومع ذلك، وعلى الرغم من سنوات من بناء محور المقاومة من الميليشيات العربية بصبر، فإن إيران لن تدخل بقوة في أي صراع، يمكن أن يجر جيرانها العرب نحو الحرب.
●●●
ويبقى لدينا سؤال: بعد رفض دول خليجية السماح لإسرائيل باستخدام مجالها الجوي.. هل تستطيع تل أبيب تنفيذ ضربات ضد إيران؟.
لقد اتخذت ثلاث دول خليجية رئيسية، هي السعودية والإمارات وقطر، موقفًا حازمًا برفض السماح لإسرائيل باستخدام مجالاتها الجوية، لتنفيذ أي ضربات محتملة ضد إيران، بالتزامن مع تحذيرات إيرانية عبر قنوات دبلوماسية، حيث أوضحت طهران أنها سترد بقوة على أي دولة تسمح باستخدام مجالها الجوي لتنفيذ هجمات ضدها.. إضافةً إلى ذلك، انضمت الأردن إلى هذه الدول برفضها أي مشاركة عسكرية في هذا الصراع، مع التركيز على الحفاظ على أمنها واستقرار المنطقة.. ولم تكتف هذه الدول بالضغط فقط لعدم استخدام أجوائها، بل تحث أيضًا الولايات المتحدة على منع إسرائيل من استهداف حقول النفط، في ظل تهديدات إيرانية باستهداف منشآت نفطية خليجية، من خلال حلفاء طهران في حال تصاعد النزاع.
وبحسب تقارير، سعت دول الخليج إلى طمأنة إيران، من خلال تأكيد موقفها الحيادي في حال اندلاع صراع بينها وبين إسرائيل، محاولة الحفاظ على التوازن الهش في المنطقة.. في الوقت الذي تواصلت الجهود الدبلوماسية لاحتواء التصعيد، حيث أجرى الرئيس الأمريكي، جو بايدن، محادثات مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في مسعى لمنع الرد الإسرائيلي من التحول إلى حرب إقليمية واسعة.. وتعقّد هذه المواقف الخليجية من خطط إسرائيل، حيث تعتمد العمليات العسكرية الإسرائيلية المحتملة ضد إيران بشكل كبير، على استخدام الأجواء الإقليمية القريبة، لتقليل مسافات الطيران وتجنب اكتشاف الهجمات مسبقًا.. ومع هذا الرفض، قد تجد إسرائيل نفسها مضطرة للبحث عن مسارات بديلة، أو التفاوض مع دول أخرى لتأمين طريق آمن لضرب إيران.. حفظ الله مصر من كيد الكائدين.. آمين.
يذكر أن هذه الموضوع التابع إلى من ينحاز العرب.. في حرب إيران وإسرائيل؟ قد تم نشرة علي موقع الدستور وقد قام فريق التحرير في موقع التقرير بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر او الموضوع من مصدره الاساسي.
التقرير هو خدمة اخبارية تقوم بتجميع وتصنيف الأخبارمن مصادر مختلفة ، ويتحمل كل مصدر من المصادر الاخبارية مسؤولية الأخبار الصادرة عنه وكل مايقوم به التقرير هو إعادة نشر ملخص الخبر الصادر مع رابط مباشر للمصدر.
المصدر
تعليقات