مسيرة حافلة بالألقاب تمتع بها الملاكم الأمريكي الراحل محمد علي كلاي ، وانتصارات مبهرة في 56 نزالاً من أصل 61 ، بينهم 37 بالضربة القاضية، غير أن في حياة كلاي الذي تحل اليوم 17 يناير ذكري ميلاده محطات بارزة ، ليس أشهرها اعتناقه الإسلام ، ولا تقتصر فقط علي مناهضته للعنصرية، فمن بين محطات محمد علي كلاي الثرية ، قضايا عدة لا حصر لها، من بينها معارضته حرب فيتنام وامتناعه عن المشاركة فيها، فما القصة.
غير مؤهل للتجنيد
كلاي الذي ولد في مثل هذا اليوم عام 1942 باسم كاسيوس ماركوس كلاي كان في ذروة نجوميته في ستينيات القرن الماضي، وحينها كان قد تقدم للالتحاق بالجيش الأمريكي إلا أنه فشل في تلك الخطوة مرتين بسبب عدم اجادته الكافية لمهارات الكتابة واللغة، إلا أنه وفى عام 1966 اجتاز الاختبارات نفسها بعدما خففت إدارة الجيش معايير الانتقاء، ليصدم حينها كلاي وفى عام 1967 الإدارة الأمريكية وربما قطاعا لا يستهان به من الأمريكيين برفضه المشاركة في حرب فيتنام.

37 نزال حسمها كلاي بالضربة القاضية
قبل أزمة التجنيد ورفض الحرب الفيتنامية ، كان كلاي قد شارك في دورة الألعاب الأولمبية عام 1960 ممثلا الولايات المتحدة وحصل على أول ميدالية ذهبية في روما عن فئة الوزن الثقيل بعد الفوز في المباراة النهائية علي البولندي زبيجنيو بيترزيكوفسكي الحائز على الميدالية البرونزية عام 1956.
وبعد أن صار ملاكما محترفا في أكتوبر 1960، استطاع محمد علي كلاي الفوز في 19 نزالا، 15 منها بالضربة القاضية، وألحق الهزائم بعدد نجوم الملاكمة ومن بينهم جورج فاجنر ودون وارنر وهنري كوبر، قبل أن يحقق الفوز الأشهر في 25 فبراير 1964 على سوني ليستون في النزال الذي استضافته ميامي بولاية فلوريدا، وهي المباراة التي أعلن بعدها اعتنقاه الإسلام ليصبح محمد علي كلاي بدلاً من كاسيوس كلاي ليثير حينها ردود فعل واسعة داخل المجتمع الأمريكي وفى أوساط الملاكمة.

شهرة كلاي لم تقتصر فقط علي حلبة الملاكمة
كلاي وحرب فيتنام .. رفض صادم وملاحقة قضائية
في 28 إبريل 1967 ، وبينما كان الجدل مستمر بسبب اعتناق كلاي للإسلام، أثار الملاكم الأشهر جدلاً جديداً بعدما اعلن رفضه المشاركة في حرب فيتنام قائلاً : “هي حرب غير مبررة ولا تتناسب مع تعاليمي الدينية ، ولا خلاف لي مع المقاتلون الفيتناميون لأحرابهم، كما أن ضميري لن يسمح لي بإطلاق النار على أخ لي أو بعض الفقراء الجوعي في الوحل من أجل أمريكا القوية”، لتبدأ عاصفة من ردود الفعل الرسمية وشبه الرسمية المناهضة لمحمد علي كلاي.
وأمام احتدام الجدل ، مثل محمد علي كلاي أمام القضاء وتمت محاكمته بتهمة رفض التجنيد وصدر بحقه حكماً بالسجن 4 سنوات وغرامة 10 آلاف دولار، إلا أن عقوبة السجن لم تنفذ حيث بقي طليقاً خلال فترة استئناف القرار، غير أنه حرم من ممارسة الملاكمة طول ما يزيد علي 3 سنوات قبل أن تصدر المحكمة الأمريكية العليا حكماً جديداً انتهى إلى أن رفض كلاي لأداء الخدمة العسكرية لم يكن جريمة وأن معارضته للحرب كانت نابعة من أسباب تتعلق بديانته والتزامه الأخلاقي.

كلاي
انتهت الحرب الأمريكية في فيتنام دون انتصار واضح ، وتوفي محمد علي كلاي في 4 يونيو 2016 بعدما انتصر لأفكاره وعاش حياة مليئة بالنزالات داخل وخارج حلبة الملاكمة ، حاز خلالها الميدالية الذهبية الأولمبية ، وتوج بطلاً للعالم فئة الوزن الثقيل 3 مرات في أعوام 1964 و1974 و1978، ونال ميدالية الحرية تكريماً لدوره في الأعمال الخيرية وفاز بجائزة ملاكم العام 5 مرات.

تكريم خاص من الرئيس الأسبق جورج بوش الابن

محمد علي وترامب فى لقاء سابق
اقرأ أيضاً ..
شاهد.. محمد على كلاى مغمى عليه عند سفح الأهرامات
بالفيديو والصور.. أسرار تحكى لأول مرة عن زيارة محمد على كلاي للقاهرة
تعليقات