نتنياهو… وظيفتك علي المدفع “بورورم” – التقرير

أعلن “بنيامين نتنياهو” رئيس الوزرائ الإسرائيلي أن اسرائيل لاتريد الإنزلاق نحو حرب شاملة، دون أن يدرك طبيعة مايقوم  به من عمليات عسكرية في منطقة الشرق الأوسط من حرب بالوكالة عن مجموعة  استخبارات دول غربية بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية.  “نتنياهو” لايختلف كثيرا عن ماقامت به قيادات تنظيم داعش الإرهابية، فهو يسيرعلي نهج “أبوبكر البغدادي” و”أبي مصعب الزرقاوي”، نفس الأداء الوحشي والهمجي، بعيدا كل البعد  عن أدبيات الحروب التي ترفض وتدين قتل الأطفال والنساء والعجائز.. مجرمو الحرب يتبعون دائما  سياسة الأرض المحروقة، يدمرون الأخضر واليابس في حرب غير شريفة.
أيام تفصلنا عن انقضاء عام من الحرب علي غزة 7أكتوبر 2023، لم يحقق “نتنياهو” خلال المدة  أهدافا تذكر طالما تشدق بها من زعمه أن  الحرب لن تتوقف قبل القضاء علي “حماس” وتبادل الأسري واستعادة الرهائن.. عام منصرم، “نتنياهو” رافضا كل الجهود الدولية والمقترحات التي قدمتها مصر وقطر والولايات المتحدة الأمريكية من أجل التهدئة ووقف إطلاق النار معتقدا أنه صاحب القرار منفردا في استمرار الحرب، فهو لايدرك أنه مجرد “كومبارس” ينفذ خطوات موضوعه مسبقا من أجل اشتعال المنطقة العربية. جنون العظمة الذي أصاب “نتنياهو” جعله يتحدث عن شرق أوسط جديد علي مقاس رأسه، ونسي أن صانع القرار له رؤية وأن “نتنياهو” أحد أدوات تنفيذ المخطط.
عشية الثلاثاء الماضي، أمطرت العسكرية الإيرانية رشقاتها الصاروخية في اتجاه سماء “تل أبيب” عاصمة الكيان الصهيوني،  استخدمت طهران نحو 120صاروخا بالستي  في تصعيد بين ايران واسرائيل، ظن الأخير أن إيران لن ترد علي إغتيال  “حسن نصرالله” الأمين العام لحزب الله.. لقد استخدمت إيران صواريخ سرعتها 13 دقيقة، ولم تستخدم هذه المرة  مسيرات تستغرق وقتا أطول حتي يتسني لـ”نتنياهو” ومجلس حربه اتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية المدنين رغم أن طواريخ إيران استهدفت منشئات حيوية بعيدا عن المدنيين. 
“نتنياهو” لم يكن صاحب قرار الرد علي إيران كما يزعم أنه صاحب ضربات موجعه، وراح يهدد بضرب المنشآت الحيوية  مستهدفا إصابة البنية التحتية للمشروع النووي الإيراني..إلي أن أبلغته الإدارة الأمريكية بالرد في بيان صحفي، حيث قال الرئيس الأميركي جو بايدن، إنه لا يؤيد شن هجوم على منشآت نووية إيرانية في أعقاب الضربات على إسرائيل، في حين قال البيت الأبيض إن مجموعة السبع تبحث فرض عقوبات على طهران، وصرح بايدن للصحفيين “سنناقش مع الإسرائيليين ما سيفعلونه، لكننا جميعا (دول مجموعة السبع) نتفق على أن  اسرائليل لديها الحق في الرد، ولكن يجب أن يكون متناسبا”.كما أن بايدن أعلن أنه سيتحدث قريبا مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بهذا الشأن.
مؤكد أن حديث الرئيس الأمريكي “بايدن” اشارة واضحة وصريحة أن قرار الحرب واتساع مداها هو قرار (دول مجموعة السبع)  تحت شعار “اقتل ولكن خفض التصعيد”..وعلي “نتنياهو” أن يستمع إلي التعليمات الصادرة من الجانب الأمريكي وحلفائهم. 
الأدلة  كثيرة علي أن مايدور في المنطقة هو قرار أمريكي وأن “نتنياهو” مجرد منفذ لكل التعليمات التي ترد له من واشنطن.. ألم يدرك رئيس وزراء اسرائيل عقب حضورة جلسة الكونجرس في 24 يوليو الماضي رغم الاستقبال الحافل من أعضاء اللوبي الصهيوني له خلال الجلسة  التي لم تحضرها “كاملا هاريس” ولا “جو بايدن” وكان اللقاء علي انفراد، ودار ما دار بينهم  وبعد عودة “نتنياهو” إلي تل أبيب تم إغتيال “اسماعيل هنية” القائد السياسي لحركة حماس. الموقف الأخر الذي يؤكد علي أنك “نتنياهو” لاتملك القرار بل أنك مجرد منفذ للعمليات وان لم يختلف  دورك  عن دور تنظيم الدواعش الإرهابية  من هجمات إرهابية علي قطاع غزة والجنوب اللبناني وصولا إلي بيروت،.. أيضا، نذكرك “نتنياهو” عقب إلقاء خطابك  أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة الجمعة الماضية، تم تنفيذ عملية اغتيال الأمين العام لحزب الله “حسن نصرالله” في حادثة هي الأصعب والأعنف خلال الحرب التوسعية في المنظقة.
“نتنياهو” أنت رئيس وزراء لأكبر قاعدة عسكرية أمريكية وأجهزة استخبارات دولية تأسست عام 1948 في المنطقة العربية،  بما يعرف بالكيان الإسرائيلي أو دولة احتالا، اختار ماشئت من التوصيف السياسي لهذا الكيان.. “نتنياهو” إن أردت أن تعرف حقيقية ماتقوم به عليك أن تطلع علي الصحافة الأمريكية وأن تستمع إلي المحللين اليهود الديانة وليس من معتنقي الفكر الصهيوني.. استمع إلي وجهة نظر المعارضة، اقرأ الأبحاث العلمية للجامعات الأمريكية، اقرأ عن الدعم اللوجيستي لك.. أخبرنا بالأرقام عن حجم المساعدات العسكرية خلال هذه الحرب التي تشنها علي منطقتنا.. هل لك أن تعلن عن أعداد المرتزقة التي وصلت إليك خلال العام المنصرم؟ وان كنت أعتقد أن فلول الدواعش انضموا إلي صفوف جندك.. كل هذا يؤكد أنك لاتختلف كثيرا عن منهج “داعش”
“نتنياهو” هل لك أن تخبرنا عن الخطط والاستراتيجيات الموضوعه لتدمير المنطقة التي تصل إليك مع مجموعة الإستخبارات الأمريكية وتجلس إلي مجلس حربك في تل أبيب؟.. الإجابات معروفة ومعلنه  جزء منها أخبرنا بها “أنتوني بلينكن” وزير الخارجية الأمريكي أثتاء زيارته الماكوكية لدول المنطقة في السابق، والجزء الأخر وصل إلينا عبر وسائل الإعلام الغربية ونتابعها بين سطور المحليين السياسيين  والإستراتيجين، سواء في مقالاتهم أو أثناء ظهورهم عبر وسائل الإعلام… ويحك يارجل إن كنت مغيب ولا تدرك مثل هذه المعلومات، يبدو أن شهوة الحرب والقتل تتملكك وأنت تمضي قدما في مسيرة الدمار.. علي أي حال، أن من يصنع القرار له رؤيته ويعرف كيف يتم استخدامك  بما يحقق المخطط الموضوع لمنطقتنا العربية، وعليك أن تعلم يا”نتيناهو” أن من يبدأ الحرب لاينهيها وان كل الحروب تنتهي علي مائدة المفاوضات، وأعتقد أنك لن تكون حاضرا أثناء كتابة الفصل  الأخير، والسبب بسيط ليس بحاجة إلي اجتهاد والبحث عن أسباب استبعادك في الفصل الأخير، سأخبرك بالسبب وعليك أن تواجه نفسك به، أنت غير منتصر ولم ولن تنتصر.. أما نهايتك ان أردت أن تعرفها فاسأل صاحب الرؤية كما وضع نهايات لأخرين..مؤكد أنه وضع نهاية لدورك في هذه المرحلة.. اذن هل عرفت “نتنياهو” ما وظيفتك علي المدفع..”بروروم”