من السيوطي لـ ابن حزم.. تاريخ الحب والجنس عند العرب – التقرير

 الجنس عند العرب واحد من أهم وأبرز الموضوعات الشائكة في زمننا، لذا أصبح الكثير من الكُتّاب والمبدعين وصولا لرجال الدين يبتعدون عن الخوض في هذا الأمر، هذا عكس ما شهده تراثنا الثقافي والابداعي والديني العربي فقد كانت الكتابة والحديث في هذا الأمر طبيعية وهذا ما سنجده في اعمال مثل ألف ليلة وليلة كنموذج للإبداع الصافي ولكسر ما نراه اليوم تابوهات، بجانب هذا لجأ عدد من كبار أئمة الكتابة إلى هذا الأمر ومنهم الإمام جلال الدين السيوطى الذي يعد بجانب كونه فقيهًا ومحدثًا ومتكلمًا ومفسرًا ولغويًا ونحويًا فهو الأديب والشاعر والمؤرخ والفيلسوف.

وكتب السيوطي في هذا الأمر عددا من الكتب وصل لـ6 مؤلفات، بجانب السيوطي كان الإمام الفقية ابن حزم الاندلسي صاحب طوق الحمامة.

جلال الدين السيوطي.. الدين والجنس عند العرب  

الإمام جلال الدين السيوطي هو أبو الفضل عبدالرحمن بن ابي بكر بن محمد سابق وكان أبوه علما من الأعلام، وفقيها من فقهاء الشافعية المرموقين، تولى منصب القضائي في أسيوط ثم اسند اليه منصب الافتاء على مذهب الإمام الشافعي. 

توفي والد الإمام جلال الدين ولم يكن يتمم الخامسة من عمره، وفي سن لم تتجاوز الثامنة من عمره حفظ عمدة الأحكام وشرحة لابن دقيق العبد، ثم منهاج الامام لنووي في فقه الشافعية، ثم منهاج البيضاوي في الأصول، ثم الفية ابن مالك في النحو، بجانب الفقه فقد تعلم الطب وكان شاعرًا ومؤرخًا ومحدّثًا.

 يذهب البعض الى نسب هذه الكتب لجلال الدين والبعض يؤكد أن هذه الكتب له وذلك يرجع الى مخطوطات منسوبة للإمام جلال الدين، وصل عدد الكتب المنسوبة اليه 6 كتب منها “شقائق الأترج في رقائق الغنج، ونزهة العمر في التفضيل بين البيض والسمر، وكتاب الوشاح في فوائد النكاح، ورشف الزلال من السحر الحلال،ومن تلك الكتب  “نواضر الأيك”، والذي يقدم تفصيلا وملخصا للعملية الجنسية 

يتحدث الكتاب عن العلاقة الحميمة ويستند الإمام الى الشعر سواء من رجال ونساء لوصف العملية الجنسية وفوائدها واهميتها بين الزوجين، الكتاب يقدم  الحديث عن الجنس وفوائدة واهميته بطريقة تؤكد أن الحديث في هذا الأمر كان عاديًا، وان ما يقف عليه العرب وبعض ما نصفهم بالمثقفين بالحجر والتقويض والرقابة في الكتابة في هذا الامر هو بمثابة ضد طبيعة العصر، وان ماذهب اليه  جلال الدين السيوطي كاماما وفقيه ومؤرخ وطبيب  يعد بمثابة انفتاح  واشتباك مع القضايا التي تعيشها مجتمعاتنا.

 في كتابه “الوشاح من فوائد النكاح” يذهب الإمام عبر مقدمته الى سرد الابرز التب التي تناولت موضوع النكاح والتي منها على سبيل المثال لا الحصر “”تحفة العروس، ومتعة النفوس: لابي عبد الله محمد بن أحمد التيجاي وويصفه بانه احسن كتاب ألف في ذلك. 

وقد قسم كتابه “الوشاج في فوائد النكاح “إلى بابين  الاول للاجاديث والآثثار الجنسية المروية عن فوائد الجاع شفيهاي بين العرب، وضم الباب الثاني 4 أقسام “الجماع المرتبة لغويا والمنقولة من كتاب “فقه اللغة للثعالبي،  والثاني ضم ” ألف اسم، وثلاثة وثمانين اسما” منقولا من كتاب ابن القطاع، والثالث أساء الذكر، والرابع أسماء الفرج، أما الباب الأخير فجاء مخصصا للنوادر والاخبار.

تاريخ الحب والجنس من السيوطي الى ابن حزم الاندلسي

«الحب، أعزك الله، أوله جد وآخره هزل. دقت معانيه لجلالتها عن أن توصف، فلا تدرك حقيقتها إلا بالمعاناة، وليس بمنكر في الديانة، ولا بمحظور في الشريعة، إذ القلوب بيد الله عز وجل، وقد أحب من الخلفاء المهديين والأئمة الراشدين كثير” هكذا يرى الإمام ابن حزم الاندلسي  الحب عبر كتابه “طوق الحمامة  الذي وضعه الذي وضعه  احد  أبرز ائمة وفرسان قرطبة في بدايات القرن الحادي عشر الميلادي،  وترجمه الى العربية  المترجم والأكاديمي الراحل الدكتور الطاهر مكي. وكتبت عنه العديد من الدراسات وحاول الكثير من الكتاب تقليده.

يذهب ابن حزم في كتابه “طوق الحمامة ” إلى سرد أخبار وأشعار وقصص المحبين، ويتناول الكتاب بالبحث والدَّرس عاطفة الحب الإنسانية على قاعدة تعتمد على شيء من التحليل النفسي من خلال الملاحظة والتجربة. فيعالج ابن حزم في أسلوب قصصي هذه العاطفة من منظور إنساني تحليلي. والكتاب يُعد عملًا فريدًا في بابه.