المترجم – التقرير

المترجم – التقرير

عزيزى الزائر انت تتابع الان خبر المترجم والان تعرف علي تفاصيل الخبر

لم يكن يومًا كأى يوم، فقد أخذ الحاضرون يصرخون وهم يشيرون إليه، وجرى صاحبنا فاروق قبل أن يصيبه مكروه. كان يتساءل ما الذى فعله حتى ينقلب الناس عليه بهذا الشكل؟ لقد كان أمينًا فى ترجمة كل ما يقال، أو معظمه.

هل كان من الضرورى أن «يتفشخر» أمام أصدقائه بالمقهى بأنه ما حصلش فى الترجمة؟ أى نعم هو بحاجة إلى العمل، وأى نعم أصدقاؤه لا يعرفون شيئًا عن الإنجليزى، ولكن هل كان يجب أن تكون المهنة التى يدعيها هى الترجمة؟

لقد رشحه صديقه ذلك اليوم كخدمة عندما عرف بالحاجة إلى من يترجم للوفد الأجنبى بمناسبة افتتاح المصنع الحكومى الذى يعمل به، خاصة وأن المترجم الأصلى أصيب بإنفلونزا شديدة، والمترجم الاحتياطى سيزوغ ليحضر مقابلة عمل.

أبلغه صديقه بوجود وظيفة مؤقتة للترجمة، لكنه لم يخبره بكل التفاصيل، رحب فاروق بهذا العمل، وإن كان مؤقتًا، فالنواية قد تسند الزير.

ذهب إلى صديقه فى اليوم التالى، فأوصله للمدير الذى سأله:

– مين ده؟ 

– ده مترجم معرفة جبته إنقاذًا للموقف؛ لأن المترجم الأصلى جاله برد والتانى مش موجود.

– والمترجم ده كويس يعنى؟

– برقبتى يا فندم

– طيب، برافو عليك إنك اتصرفت. وريه بقى مكان الاجتماع.

بدأت ركب فاروق فى التخبط، فقد شعر بأن المسألة كبيرة، وهمس فى أذن صديقه:

– إيه يا عم ده، مش كنت تقولى إن الموضوع كبير؟

– بقولك إيه، إنت دايمًا تقول إنك ما حصلتش فى الترجمة، ما تخليش رقبتى بقى زى السمسمة.

دخل فاروق مكان الاجتماع وبدت الأمور وكأنها تزداد صعوبة، فقد وجده مكانًا كبيرًا وبه عدد كبير من الكراسى وعدد لا بأس به من الضيوف الأجانب والموظفين العاملين بالمصنع.

أرشده صديقه إلى المكان الذى سيقوم بالترجمة من خلاله، وكان عبارة عن ستديو به أجهزة وميكروفون وسماعة، وشرح له:

– تستمع إلى الكلام المطلوب ترجمته من هذه السماعة، ثم تضغط على هذا الزر عندما تريد الترجمة وتتحدث فى هذا الميكروفون.

وعندما همّ صديقه بالخروج كاد فاروق أن يمسك بقميصه من الخلف كى لا يتركه، لكنه مشى سريعًا.

وضع الأجانب السماعات الداخلية فى آذانهم استعدادًا لاستقبال الترجمة، وجلس صديقنا فى الغرفة وأمامه الميكروفون وبعض الكلمات التى استطاع أن يتعلمها بالجامعة، مع دعاء إلى الله بألا يفضحه.

بدأ الاجتماع بالنشيد الوطنى، ثم افتتح بأغنية لسمير الإسكندرانى:

«ياللى عاش حبك يعلم كل جيل من بعد جيل.. نبنى، ننتج، نعلا، نسبق، كل خطوة بألف ميل»

بدأ فاروق بالغناء معه بالإنجليزى: we build، we produce، we get high، ثم اكتفى بهذا القدر، حيث إن الأغنية سريعة عليه.

كان الأجانب يستمعون للترجمة ما بين اندهاش من الغناء وما يتم ترجمته، ثم بدأ بعضهم يتهامسون، هل هذا مصنع لإنتاج المخدرات؟

عند انتهاء الأغنية كان هناك صمت من الجانب الأجنبى، ثم بدأت الكلمة الافتتاحية من الجانب المصرى.

أخذ صديقنا يحاول أن يلتقط ما تسمعه أذناه من كلمات، واختيار ما يتم ترجمته حسبما تتراءى له الأمور.

«لقد شرفتمونا.. ونأمل بعد افتتاحكم المصنع أن تذهبوا للمصيف وتستمتعوا بجلوسكم على شواطئنا الجميلة».

وبعد جهد أسطورى استطاع فاروق أن يستجمع بعض الكلمات، فشعر بفخر شديد أنه يعرف الكثير منها، وقال:

«You welcome us and we hope after meeting you sit on it beautiful bitches»

هنا قام الوفد الأجنبى عن بكرة أبيه ورفض إكمال الاجتماع، فقد تم سبهم، كما أنهم لن يقوموا بالمشاركة فى افتتاح مصنع للمخدرات، فأخذوا يصيحون ويلعنون.

أحس فاروق بكهربة الجو، ولم يعلم ماذا يفعل، لكنه شاهد الوفد الأجنبى وهو يشير إليه غاضبًا، وبدأت الأنظار تتجه إليه من جميع الجهات.

شعر بأنه فى مرمى النيران لسبب لا يعلمه، وبرغم حرمانه من نعمة البداهة، إلا أن الله قد أنعم عليه بنعمة البصيرة التى تستشعر المشاكل عندما تلوح فى الأفق.

فى هذه اللحظة قرر أن يطلق ساقيه للريح، على أن يعود غدًا لأخذ أجرة الترجمة!

يذكر أن هذه الموضوع التابع المترجم قد تم نشرة علي موقع الدستور وقد قام فريق التحرير في موقع التقرير بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر او الموضوع من مصدره الاساسي.
التقرير هو خدمة اخبارية تقوم بتجميع وتصنيف الأخبارمن مصادر مختلفة ، ويتحمل كل مصدر من المصادر الاخبارية مسؤولية الأخبار الصادرة عنه وكل مايقوم به التقرير هو إعادة نشر ملخص الخبر الصادر مع رابط مباشر للمصدر.

المصدر